اعتبرت حسب أوساط سياسية مطلعة عبر صحيفة "الراي" الكويتية أن "الحريق السياسي الذي اشتعل أعمق من ان يُحلّ باعتذار من هنا أو مسامحة من هناك"، مشيرة الى ان "ما جرى شكّل النقطة التي أطفحت كأس تباينات وخلافات بين رئيسيْ الجمهورية والبرلمان تبدأ من مرحلة انتخاب عون وما قبلها ولا تنتهي بالمنازلة حول مرسوم منْح سنة أقدمية ل​ضباط دورة 1994​ في ​الجيش​".

ورأت أنه "يَصعب تَصوّر إمكان توفير حلّ من خارج سلّةٍ يريد لها رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أن تتضمّن تفاهماتٍ تنطلق من هواجسه حول ثنائية مسيحية - سنية على حساب المكوّن الشيعي وتفضي الى توافق حول ترسيمات الصلاحيات وإدارة السلطة وتوازناتها"، معتبرة أن "ما يحصل حالياً في ​لبنان​ هو أشبه بحرب أجنحة ضمن المعسكر الواحد (​8 آذار​) نظراً لكون عون وبري حليفيْن لـ"​حزب الله​" ويلتقيان على حمايته استراتيجياً ويتصارعان على السلطة في الداخل".

وأعربت عن خشيتها من أن "يفضي عدم إخماد هذا الحريق سريعاً إلى توترات نقّالة والى قلاقل في الشارع قد تَخرج عن السيطرة ولا سيما ان قرب موعد الانتخابات النيابية في 6 ايار المقبل يفتح شهية الجميع على عمليات تجييش متبادلة تجعل من الصعب القيام بخطوات تَراجُعية قد ترتّب أثماناً في صناديق الاقتراع".

ودعتْ الأوساط إلى "التمعّن في مغازي موقف "حزب الله" الذي رفض في شكل قاطع الإساءة الى بري، في أول احتكاك مع "التيار الحرّ" منذ توقيع التفاهم بينهما في فبراير 2006"، لافتة الى ان "ذلك يعكس قراراً حاسماً من الحزب بحماية رئيس البرلمان حفظاً لوحدة البيت الشيعي وقواعده الشعبية عشية الانتخابات التي يتمسك بإجرائها الثنائي الشيعي في مواعيدها كما لتأكيد موقع بري في المعادلة، أمس واليوم وغداً، كإحدى ركائز وتعبيرات التوازنات في النظام السياسي".